القائمة الرئيسية

الصفحات

المواضيع المميزة

الرد الطبي على وفاة الطفلة ريماس ابو شعبان، حسب ما وصلنا

 الرد الطبي على وفاة الطفلة ريماس ابو شعبان، حسب ما وصلنا


:


لا يوجد فاجعة في الحياة اصعب من فقد الابن،  ولكن الاصعب ان تعتقد ان الموت جاء نتيجة تقصير معين فتصبح الحسرة حسرتين ،ان وفاة الطفلة المرحومة لم يكن نتيجة خطأ طبي ولا يوجد حتى اشتباه بذلك ، كما انها لم تدخل لعمل فحوصات دورية كما تذكر بعض المصادر ، الصور الاشعاعية والعلامات الحيوية والفحوصات تدل على حرج وصعوبة الحالة واستعصاء علاجها من لحظة دخولها العناية المكثفة ونحن بانتظار نتيجة التقرير العدلي المفصل لمعرفة المسبب لهذه الحالة الحرجة التي لن اذكر تفاصيلها حفاظا على خصوصية المرحومة. 


الانسان بطبعه يبحث دائما عن تفسير او حدث يلومه حتى يستوعب اي مصاب جلل  كهذا فيبحث عن حادث او اهمال او خطأ طبي لان المصاب اكبر من ان يتقبله الانسان كقضاء وقدر.


لكن ما اؤكده أن طاقم قسم وانعاش الاطفال بقي في عملية انعاش الطفلة لمدة ثلاث ساعات متواصلة منذ اللحظة التي وصلت فيها الى المستشفى على نفس واحد وتم تقديم كل الادوية والعلاجات الممكنة على اسس علمية ومهنية.


لقد كانت وفاتها فاجعة لنا ايضا فنحن لا نتعامل مع ارواح الناس وخاصة الاطفال بسهولة كما يدعي البعض، ان موقف التعامل مع مسألة حياة او موت  خاصة لطفل لا يعاني من امراض سابقة وهو قرة عين لوالديه ليس بالأمر الهين لا على الطبيب ولا الممرضين ولا اي شخص اخر.


عادة ما يقف الاطباء صامتون في كل مرة تذكر مسألة الخطأ الطبي معتبرين ان هذه ضريبة الطب، حتى ظن البعض ان هذا الصمت هو قبول بالذنب ، لكني اخترت اليوم ان اخرج عن هذا الصمت، ففكرة ان تتهم طاقم طبي كامل يعالج يوميا مئات الحالات من الأطفال باختلاف صعوبتها بقتل طفلة بهذه البساطة وبدون اثبات حقيقي وعلى كافة المواقع ليس بالأمر المقبول ولا يمكن ان يسكت عنه


اننا في قسم الاطفال في مجمع فلسطين الطبي نعالج يوميا العديد من الحالات المصابة بامراض مزمنة ومستعصية وذوي اعاقات شديدة والبعض ممن تخلى عنهم اهلهم ونقدم لهم العلاج الطبي الكامل وحتى اخر رمق فكيف بطفلة جاءت تمشي على رجليها كما ذكرتم ، رغم ان هذا لا ينفي انها كانت بحالة حرجة جدا فبعض الحالات المرضية تتدهور خلال دقائق وقد لا يظهر على الشخص اي اعراض سابقة.


ان مسؤوليتنا اتجاه مرضانا وذويهم واتجاه الطفلة المرحومة ريماس هو ان لا نسكت على ادعاء مغرض كهذا. 


انا لا اتحدث عن الوضع الصحي في مستشفياتنا او اي مضاعفات او قضايا سابقة ، انا اتحدث عن هذه القضية بالذات لاني كنت احد افراد طاقم الانعاش ،لذا  اتمنى من الناس على صفحات التواصل ان لا يستسهلوا القاء التهم جزافا ودون اثبات او وجه حق، فعند الله تجتمع الخصوم.


نصيحتي لأهل المرحومة ان يبحثوا ويستقصوا الحقيقة بكل تفاصيلها ويستشيروا اطباء  وذوي اختصاص حتى من خارج البلاد بالحالة حتى لا تبقى الغصة والحسرة والشك في قلوبهم. 


لم يقتل احد ابنتكم بل فعلنا اقصى ما نستطيع في محاولة انقاذها لكن قضاء الله كان هو الأقوى. 


الرحمة والمغفرة للطفلة ريماس ولذويها الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون