وما زال الحبل حول اعناقنا يمزقنا يرهقنا ويضعفنا ، لا نستطيع الفرار منه ولا اضعافه ولا تقطيعه ، يتحكم بشخصياتنا ،افعالنا ، عواطفنا وقراراتنا ، لا مهرب ولا ملجأ منه ، يقوى عند مرور الوقت شيء فشيء حتى يكاد يقتلنا ويمحينا ويخفينا ، هذا الحبل قوي جدا جدا .
من الصعب علينا الهروب منه الا بالوحدة والالتفاف جنبا الى جنب لنكن يد واحدة ونمسكه مسكة واحدة ونقطعه قطعة رجل واحد ، هذا هو الحل الوحيد بمثل هذا الشلل الذي يصيبنا ، لكن هيهات بأن نكون يد واحدة ، ومنا من يأكل دم اخاه وحق اخته ويسرق محل جاره وعينه على محللاته ، هيهات ان نكن يد واحد ومنا من ينصب فخاخ الغش والنصب لابن بلده ليستولي على ماله ويكن له كل النصيب منه ، هيهات ان نكن يد واحد ومنا من يستبيح عرض الاخرين وينكل في شرفه ويتبرأ عن اولاده وبناته ، ويضيع شبابه في ملذات المحرمات ويهدر ماله فيها ، وحين يتقدم بالسن وتضيع الصحة على المحرمات يلجأ الى الله تائبا بما تبقى من صحة وان بقي منها القليل جدا ، فلا يقدم الى الله الا القليل على قدر صحته ، فتراه يصلي على كرسي ولا يصوم معظم ايام الصيام لأنه يعاني من مرض مزمن ، وقس على ذلك كل هيهات الموجود في بلادنا ....
يجب التفكير في الحبل الذي يكاد ينفينا ويطمر ثقافاتنا وديانتنا ، يجب علينا الرجوع الى البدايات التي كنا فيها احرار من هذا الحبل اللعين ونستدرك ما حصل لنا بعدها وكيف التف على رقابنا واردانا متوجعين ضائعين وتائهيين في ظلمات الجهل والفقر ، وما زال يطفأ علينا كل نور نشعله ، يجب علينا التحرر من آسرينا ..
هذا الحبل افقدنا مجدنا وجعلنا ندفن مجدنا وعراقتنا في التراب ، وجعلنا نسير خلفة بشكل اعمى ، غير مبالين لاي معقبات تحدث لنا ، لكننا نشعر به وبقسوته ونشعر بأنه سيء جدا ، لكنا كبريائنا وجبروتنا تدفعنا للصمود امامه ، حتى اننا اتخذناه حلي لنا نزين فيه رقابنا ، لكنه وغد حقير كأفعى تستدفأ في الشتاء لتعض صاحبها حين الدفأ .