مع ازدياد اعداد السكان في مدينة رام الله زاد الطلب على الشقق والاراضي والاسكانات وخصوصا المناطق القريبة من مركز المدينة،وذلك احدث ثورة كبيرة في اسعار العقارات وبدأ رجال الاعمال بالتنافس لاستحواذ على اكبر مساحات ممكنة من الاراضي والعقارات والابنية،وجعل المدينة تجارية بأمتياز وحوصر المواطن ماديا وجغرافيا بين اختبوطات التجارة،وبات عاجزا عن شراء منزل ولو صغير له ولعائلته ولنتطرق اكثر عن ارتفاع اسعار العقارات دعونا نتحدث عن اهم مسببات ارتفاع اسعار العقارات في مدينة رام الله :
1.نقل معظم الوزارات في قلب المدينة ؛ان من اهم مسببات ارتفاع اسعار العقارات بمدينة رام الله هو نقل الوزارات الحكومية فيها وجعلها مركز للوطن ومرجع لكثير من المواطنين،ونقل الوزارات يحتاج الا ابنية واراضي يجب توفيرها للحكومة،فظطرت الحكومة الى شراء واستأجار الكثير من الابنية والاراضي بجميع ارجاء المدينة لخدمة المواطنين ، فهذا ساهم في ارتفاع اسعار الابنية والاراضي المقام عليها الوزارات الحكومية .
2.انتقال الموظفين الى المدينة ؛ هذا السبب مرتبط بالاول ارتباط كبير ،فكلما زاد عدد الوزارات زاد الموظفين وزاد القادمين من مدن اخرى للعيش في قلب المدينة ليكون قربين من اعمالهم ، فنتقل عدد كبير جدا من الموظفين الى مدينة رام الله وهذا ساهم في زيادة الطلب على العقارات والشقق وبذلك يرتفع اسعار العقارات طردي مع زيادة الطلب عليها.
3.القروض ؛ بات من السهل الى الموظف اخذ قرض سكني كبير من البنوك والمؤسسات وبتساهيل كبيرة ، فالبنك او المؤسسة قادرة على دفع مبلغ كبير في شقة او عقار وتقسيطه بسنوات طوال ، وبذلك استحوذ القرض على اكثر العقارات ووفر للمقاول وشركات العقارات افتراس المواطنين بكل سهولة ، وفي ذلك اغلق الباب على المواطنين البسطاء الذين لا يتعاملون مع القروض من شراء عقار في المدينة .
4.المهاجرين الى دول الخارج : كثير من سكان مدينة رام الله بالعقد الاخير هاجرو الى اوروبا وعملوا هناك وامتلكو تروة كبيرة واصبحوا من السهل عليهم شراء عقار في المدينة ورفع ثمنة حتى لو سينتظر سنوات طوال دون بيعه لانهم ليسوا بحاجة الى امواله وفي ذلك ارتفعت اسعار العقار ،وايضا ملاك الاراضي والبنايات القديمة واكثرهم خارج البلاد ولا ينون البيع او الاستثمار فيها فتجدها خاوية واخذه مساحات من المدينة دون استخدامها .
5.اصحاب رؤوس الاموال : ينتقل اصحاب رؤوس الاموال الى مدينة رام الله للعمل فيها واستثماؤ اموالهم لما فيها من تجارة كبيرة وربح وفير ونشلط تجاري ضخم اكثر من اي مدينة فلسطينية ، فيشترون العقارات والاراضي باسعار عالية وهذا يزيد من ارتفاعها وزيادة غلائها ، فلا احد من ملاك العقارات يبيع عقاره باقل من مالك اخر بفرق مال كبير ، فكلما غلا سعر عقار غلا العقار المقابل له والمرادف له .
6. الموقع الجغرافي : موقع رام الله الجغرافية الذي يقع في منتصف البلاد ميزه بميزة رائعه ، فالساكن في رام الله يسهل عليه الوصل الى جنين مثل اكثر من الخليل الى جنين والى الخليل اكثر من جنين الى الخليل وهكذا ، فالوسطية ناجحة في كل شيء ، فهذا جعل منها مركز مهم في البلاد الكل يقصدة ويسكن فيه ، وفي ذبك ارتفع سعر العقار والتملك فيها .
7.الاجانب والسياح : معظم الوافدين من الخارج الذين يأتون للسياحة او للعمل او الاستثمار يقصدون رام الله لانها مركز البلاد ويجب توفير المساكن لهم والاقامه ، وهؤلاء الاجانب مطمع لكثير من تجار العقارات وفريسة سهلة لهم فالاولوية لهم في مفهومهم ، وفي ذلك غلا سعر العقار .
كانت هذه اهم الاسباب في ارتفاع اسعار العقارات والشقق والاراضي في رام الله وكلما اقتربنا الى المركز كلما زاد سعر العقار لاضعاف كثير ، والاسعار اليوم في ارتفاع مخيف وهذا خلق للمواطن العادي ازمة كبيرة في حياته بحيث ان الموظف العادي اذا اراد ان يتملك شقة او ارض صغيرة كانت النتيجة مديونية على طول العمر ، اليكم متوسط اسعار الشقق في رام الله ..
*متوسط سعر الشقة في مناطق رام الله كالماصيون او المصايف او البيرة ومساحة متوسطة 150 متر تتجاوز ال150 الف دولار اي تقريبا 550الف شيكل للشقة الواحدة ولو اردنا تقسيطها على 2000شيكل بالشهر 40 سنة تقريبا عن طريق البنك ، وفي ذلك مديونية على طول العمر .
*متوسط سعر الدونم في مناطق قريبة الى رام الله مثل البالوع والشرفة اكثر من 3مليون دولار ، وطبعا هذا الرقم عال جدا ولا يوجد قرض للفرد العادي لمبلغ مثل هذا ، فقط رؤوس الاموال والشركات الكبرى القادرة على الشراء وفي ذلك استحواذها على سوق العقار في المدينة .
ان الاسعار المجنونة للعقار تلك جائت نتاج تلك الاسباب المذكورة في الاعلى ، وما زالت الاسعار في ارتفاع ،لكن ما الحلول المقترحة للتخفيف على المواطن لاستملاك عقار بسيط ؟ اليك بعض الاقتراحات التي يجب الاخذ بها للتخفيف من الازمة :
A.توسيع مناطق اخرى للبناء فيها : التوسيع خارج نطاق المدينة لاستيعاب اعداد من السكان وتوفير مساكن بتسعار مناسبة وقريبة نوعا ما من المدينة.
B.تخفيف من اسعار السيارات : ان هبوط اسعار السيارات يساهم من قدرة المواطن في امتلاكها وفي ذلك يستطيع الابتعلد عن مركز المدينة وتوفير المساحة فيها .
C.توزيع مقرات الوزارات في ارجاء الوطن : هذا حل صعب ولكن يساهم كثيرا في تخفيف الضغط عن رام الله وهبوط في اسعار العقارات .
D.توزيع الموظفين كل في بلده : وجعل ذلك اجباري عليهم ، فلا يجوز مواطن مكان اقامته في الخليل مثلا يعين في رام الله في وزارة التربية مثلا كمعلم او مراسل ، فالاولى بان يعين من هم سكان رام الله في رام الله لتخفيف الضغط على القطاع .
E.بناء فنادق وسكانات للاجانب تحت اشراف الدولة : لعدم استغلال القطاع السياحي ومراقبته ووضع اسعار معقولة وثابته للسياح والاجانب المقيمين في رام الله .
F.توظيف كلا الجنسين من عائلة واحدة : الافضل في التعين اخذ الموظفين المحتاجين للوظيفة حاجة ماسة ، وعدم توظيف موظفين اثنان من عائلة وعائلة اخرى تنتظر الوظيفة الواحدة منذ زمن فالاولى بأن يوظف رب العائلة ،وفي ذلك تخفيف القروض.
والحلول كثير ولاكنها بعيده عن ارض الواقع وغير ممزوجه في العمل ، وفي بلدنا تعيين الشخص الغير مناسب في مكان حساس ومهم يجعل من الامر صعوبة في ايجاد حلول مناسبة لاي مشكلة طارئة في المدينة او في اي بلد كان .
وان من الافاده الاخيرة التي يجب قولها ان التجارة والوزارات والبنوك والايدي العاملة ورؤوس الاموال والمكان الجغرافي المتوسط واستغلال الاجانب والاموال التي تضخ من خارج البلاد ، كل هذه لعب دور مهم في ارتفاع اسعار العقارات والشقق والاراضي في مدينة رام الله وساهمت في زيادة العبء على المواطن البسيط واغراقه في قروض والتزامات مدتها طويلة جدا .
وكان الله في عوننا وعونكم وامد الله في اعماركم ودمتم بود .
& لمزيد من الموضوعات القيمة والمفيدة عليك زيارة صفحتنا على الفيس بوك (كل مافي رام الله ) ، املين ان تكونوا قد استفدتم من موقعنا .